الملك يفكر بصوت مرتفع في صحيفة السياسة الكويتية

الملك يفكر بصوت مرتفع في صحيفة السياسة الكويتية

نشرت صحيفة السياسة الكويتية لقاءً مع الملك عبد الله أجاب فيه -كما تزعم الصحيفة- على مجموعة من الأسئلة حول حوار الأديان والأزمة الاقتصادية.

ولا نريد في هذا التعليق أن نتحدث عن كون الأجوبة معدة كتابة فهذا أمر طبيعي عند الملك عبد الله، ومن المعروف أن قدراته لا تسمح له بإجراء مقابلة مباشرة تنشر كما هي. ولكن ما دام يتحمل مسؤولية الكلام المنسوب له في المقابلة فيحق لنا أن نعلق على الكلام كما لو كان هو قائله.

وقبل أن نورد بعض التعليقات نتسائل لماذا اختار عبد الله أن يكون حديثه الأول حول موضوع الأزمة الاقتصادية من خلال صحيفة غير سعودية؟ هل هذا احتقار للصحف السعودية واستصغار لها؟ أم هو احتقار لجمهور الصحف السعودية واستصغار لهم؟ لو كان الأمر يخص الكويتيين أوالخليجيين دون أبناء الحرمين لكان هناك وجاهة في اختيار الصحيفة الكويتية، لكن أن يكون الأمر يخص أبناء بلاد الحرمين ومع ذلك تتم المقابلة في صحيفة خارجية فهذا ما يشير الاستغراب فعلا.

في رده على سؤال حول حوار الأديان قال الملك كلاما، من الواضح انه لا يدري معناه، واللوم ليس عليه بل على من يكتب له، حيث يقول واصفا الأديان الأخرى: "لدينا الكثير مما يجمعنا، والقليل الذي يفرقنا، قلت لهم اتركوا ما اختلفنا عليه للرب عز وجل وليوم الحساب". فإذا تذكرنا أن عبد الله يتكلم عن النصارى واليهود والبوذيين والسيخ والهندوس وديانات أخرى فهل يا ترى يدرك معنى كلامه؟

ثم يتحدث عبد الله عن الدين ودوره في الحروب فيقول: "وقد سعدت بذلك الحضور الذي يدل على اهتمام العالم بعلاقات افضل بين دوله وشعوبه بعيدا عن حروب الاديان التي - غالبا - ما يتاجر بها اولئك الذين يخلطون بينها وبين الاجندات السياسية القائمة على التمصلح لا الاصلاح والصلاح." فهل يا ترى كان محمدا صلى الله عليه وسلم الذي كانت حروبه كلها دينية يتاجر بالدين لإجندة سياسية؟ وهل كان صحابته الذين فتحو الفتوحات بحروب دينية، هل كانوا يتاجرون بالدين لإجندة سياسية؟ وما هو موقف العلماء الذين يدعون لبيعة عبد الله من هذا الكلام؟

وفي حديثه عن مشاركته في لقاء العشرين الاقتصادي اعترف عبد الله من حيث لا يشعر أنه حضر مستمعا ومراقبا لا مشاركا في القرار حيث يقول " لقد استمعت معهم للحلول المطروحة، واستفسرنا جميعا عما يجب الاستعلام عنه".

وفي ثنايا الحديث يعبر عبد الله تلقائيا عن إيمانه بالقدرة الفائقة لأسياده من الدول الغربية فيقول: "انني ارى أن الأمر لن يستعصي عليهم، فالمشكلة أمامهم بكل مرئياتها وحلولها على الطاولة ". ثم في رده على سؤال آخر يكرر نفس المعنى بأسلوب فيه انبهار اكثر وتعظيم أكبر حيث يقول مخاطبا رئيس التحرير: "قلت لك هؤلاء اقتصادات بلدانهم بالتريليونات، ودخولهم الوطنية ذات مبالغ عالية ومخيفة، لكن مسارات هذه الدخول وانفاقها يتم بشكل مدروس ودقيق، ربما يتعرض لبعض الاشكالات، لكن ليس لديهم أزمة بلا حل. "

وفي رده على سؤال عن طلب بعض الدول من المملكة دعما ماديا نفى الملك عبد الله أن يكون حدث ونفى إمكانية أن يحدث، واستخدم تعبير "لم ولن يحدث". الذي نعلمه أن الطلب حصل وبصوت معلن ومرتفع بتصريح رسمي من رئيس الوزراء البريطاني الذي شد الرحال للرياض لهذا الهدف، وحصل كذلك بتصريح رسمي من نائب وزير المالية الأمريكية الذي لم يكتف بالطلب بل أفاد بأن الحكومة السعودية وافقت على الطلب.

وحول تأثر الاقتصاد السعودي بالأزمة العالمية ينفي عبد الله أن يكون هناك أي تأثير بقوله " كنا بعيدين عن تأثيرات هذه الأزمة واقصد هنا اموالنا السيادية". ولأنه يعلم أن الأصل في كلامه الكذب تجده يقول: " فعندما نقول ان الاموال السيادية السعودية في مأمن من الازمة الاقتصادية العالمية فإننا صادقون في قولنا، وحينما نقول للشعب اننا ماضون في خطط التنمية وفق مسارها المعلن فنحن نقول هذا بصدق فليس لدينا ما نخفيه"

ولأنه يحس بأنه يعيش هاجس الاتهمام السرية والمطالبة بالشفافية فهو كذلك يقول دون أن يسأل: " ارقام الموازنة والتنمية جميعها مطروحة امام الشعب، والجهاز الحكومي كله من ابناء هذا الشعب"حسنا ما دامت قاعدتك هي الشفافية يا عبد الله فهل لك ان تخبرنا بالارقام كم هي الأموال السيادية وتخبرنا بنوعية الاستثمار حتى نكون على بصيرة من أمرنا؟

وكما هو متوقع يرمي عبد الله كلاما غير مسؤول وبدون إثباتات وبلا أرقام حيث يقول: "خطة الخمس سنوات الانمائية ستسير وفق ما خطط لها، والانفاق عليها هو رقم معلن ربما وصل أكثر من مئتي بليون دولار، وهذا بخلاف ما تم رصده للميزانيات القادمة بكل ما فيها من مشاريع انشائية وعمرانية وبنية تحتية" ومن أين ستأتي بالأموال اذا كان سعر البرميل تحت الخمسين دولارا، واذا كانت أموالك السيادية يستحيل تحريكها في الوقت الحاضر لأنها من أموال السندات؟

ويكرر الكلام الذي يرميه جزافا بلا أرقام ولا إثباتات فيقول: "اقتصاد بلدنا متين وقوي وعلى شعبنا ان يكون مطمئناً ومدركاً لذلك، فلن ينال هذا الشعب أي خسارة، انه فقط ضحية ذعر لامبرر له... واكرر واكرر إن بلادنا بخير". المسكين غير قادر أن يصدق أن القراء سيقتنعون بكلامه فيعيد قائلا: " واكرر لك القول بأن النكبات الاقتصادية العالمية لسنا معنيين بها ولن تضرنا". ويتحمس أكثر فيقول: "انقلها عني وأسمعها للقاصي والداني: ليس لدينا إلا الخير بل الخير كله بفضل الله وكرمه.. قليل من الذعر سينهيه قليل من الوقت"

http://www.islah13.org/index.php?/site/comments/1493/