حقيقة برنامج عبد الله لحوار الأديان
أصدرت الحركة بيانا حول زيارة عبد الله لنيويورك من أجل مشروع الحوار المزعوم. وفي البيان طرحت الحركة مجموعة من التساؤلات عن سر حماس عبد الله للحوار المزعوم رغم الحرج مع العلماء ورغم أنه مهمة لا يضطلع بها السياسيون وعرضت الحركة في بيانها مجموعة من الاستنتاجات، وهذا هو نص البيان:
وصل عبد الله بن عبد العزيز إلى نيويورك لتدشين مؤتمر حوار الأديان الذي دعى له هو شخصيا وسعى لإتمامه تحت مظلة الأمم المتحدة.وللحركة التعليقات التالية على هذا الحدث:
أولا: كيف يتبنى عبد الله بن عبد العزيز الحوار وهو لا يستطيع مطلقا تحمل أي نشاط سلمي في بلاده؟ وكيف يذهب عبد الله إلى مدريد ونيويورك من أجل الحوار وهو يرمي أساتذة الجامعات والمثقفين والدعاة في السجون فقط لأن رأيهم لا يعجبه؟
ثانيا: كيف يتبنى عبد الله الحوار العالمي بينما إعلام بلاده هو إعلام الصوت الواحد؟ وكيف يقبل لنفسه أن يتداول الحديث على نفس المنبر مع بيريز وأمثاله وهو يمارس الاحتكار المطلق للإعلام في البلد الذي يسيطر عليه؟
ثالثا: ما دخل الشخصيات السياسية بحوار الأديان؟ وعلى أي أساس يدعى شمعون بيريز للمشاركة بغض النظر عن الطريقة التي دعي بها؟ وهل نستطيع أن نقول بارتياح أن ذلك يندرج ذلك تحت التطبيع مع إسرائيل أكثر مما يندرج تحت نقاش ديني؟
رابعا: يزعم عبد الله ويكرر أنه أخذ الضوء الأخضر من العلماء ونحن لم نسمع ببيان من هيئة كبار العلماء حول هذا الحوار ولم نطلع على موقف معلن للعلماء بذلك، وحينما يسأل العلماء عن هذا الحوار يجيبون وكأنهم يسألون عنهم للمرة الأولى. فلماذا يكذب عبد الله بنسبة الموقف للعلماء؟
خامسا: نحن نعلم أن هيئة كبار العلماء بأفرادهم وبهيئتهم يعتبرون في كل مواقفهم السابقة هذه الكيفية من الحوار من الكيفيات المحرمة وفي جوابهم على سؤال محدد عن هذا الحوار يتخلصون بسرد الاحتمالات لكيفية الحوار ويفهم المتلقي أن فتواهم لا تجيز هذا النوع من الحوار. فكيف يتجرأ عبد الله على مخالفة التوجه العام لمشايخه الذين يعتمد عليهم في شرعيته المزعومة؟
سادسا: هل لدى عبد الله أو إخوانه المقومات الثقافية والعلمية التي تؤهله لإدراك مفهوم الحوار الحضاري والفكري والديني حتى يتصدى له أو يتبناه؟ وهل يستطيع عبد الله إدراك أن الحوار يفرض نفسه في كل مكان وعلى كل المستويات خاصة في عصر العولمة؟ وهل يمكن أن يدرك عبد الله أن الحوار بمظلة سياسية هو برنامج علاقات عامة وليس حوارا؟
إن هذا الحماس للحوار المزعوم رغم مخالفته لتوجه المدرسة الشرعية السائدة ورغم ما يشكل من حرج لآل سعود باستهدافهم أساسات الدعوة الوهابية وما يسببه من حرج للعلماء أمام مريديهم إنما يعكس استماتة عبد الله وفريق العلاقات العامة الذي يعمل معه لاسترضاء الغرب كله وليس حكوماته فحسب. ذلك أن الحكومات الغربية راضية عن عبد الله وإخوانه لما تعرفه من إخلاصهم واجتهادهم في خدمة الغرب. لكن الرأي العام الغربي ممثلا في الإعلام ومراكز البحوث لا يفتأ ينتقد المملكة السعودية الوهابية المتحجرة ويربط حكامها بالإرهاب والتطرف.
والثمن الذي يريد عبد الله الحصول عليه وهو كسب رضا الرأي العام الغربي يستحق أن يدفع مقابله الاستخفاف بالعلماء وكل المدرسة النجدية. ومن ضمن هذا الحرص يأتي السعي للتطبيع مع إسرائيل تحت مظلة الحوار الديني.
من جهة أخرى يعكس السكوت الذي اتصف به العلماء تجاه تصرف عبد الله استعداد علماء آل سعود الرسميين للرضا عن الحاكم حتى لو تخلى عما كانوا يعتبرونه أصول الدين وأوليات العقيدة. وهذا ما يؤيد موقفنا أن هؤلاء العلماء يسايرون الحاكم اينما سار ومستعدون للتنازل حتى عن القضايا التي يقولون هم أنها من قضايا العقيدة الكبرى اذا كان التنازل عنها مطلب الحاكم.